التكنولوجيا والإنترنت..

أصل الأزمة

هل تتذكر تلك الجلسات العائلية حين يجتمع كافة أفراء الأسرة لمشاهدة حلقة من مسلسلهم المفضل، أو أحد البرامج الحوارية أو الترفيهية؟.. يبدو أن تلك المشاهد أصبحت من الماضي في ظل الثورة التكنولوجية الهائلة وانتشار الهواتف الذكية، حيث أصبح بإمكان كل فرد من أفراد الأسرة حرية اختيار ما يفضل مشاهدته في الوقت المناسب له.

وتقدم العديد من الشركات مجموعة واسعة من البدائل للتلفزيون التقليدي، حيث يختار بعض المشاهدين الاشتراك في خدمات البث عبر الإنترنت التي توفر قنوات معروفة، ومشاهدة العروض من خلال التطبيقات المخصصة للأجهزة المختلفة.

ويفضل الكثير من الناس توفير المال عن طريق الدفع مقابل عروض وأفلام معينة بدلاً من قنوات كاملة، كما هو الحال مثلًا مع Netflix التي تقدم مجموعة هائلة من المحتوى المتدفق المتاح للعرض على أجهزة الكمبيوتر أو أجهزة التلفزيون التي تحتوي على المعدات المناسبة، أو حتى عبر الهواتف الذكية التي أصبحت في متناول الجميع، وهو الأمر ذاته مع منصات Apple TV و Facebook Live و disney live، وغيرها من المنصات التي تقدم عروضًا متنوعة للأفلام والمسلسلات والبرامج العالمية، ما عصف بالتلفزيون إلى المقعد الخلفي من تفضيلات الجماهير.

لهذا السبب، اتخذ العديد من الأفراد بالفعل خطوة التخلي تمامًا عن التلفزيون، حيث يعتقدون أن تلك الخطوة من شأنها أن توفر لهم مزيدًا من الوقت للأنشطة الأخرى، مثل القراءة وممارسة الرياضة وإجراء محادثات أطول وطهي وجبات جديدة، كما يعتقد البعض أن هذا الاتجاه يقلل من التوتر ويمنع الاكتئاب.