لطالما كان التلفزيون هو المصدر الأول والأكثر شيوعًا للإعلانات، كما أنه أيضًا المصدر الأول للإيرادات والأرباح، ولا يزال التلفزيون يمثل قيمة كبيرة لكثير من المعلنين، إلا أن الجمع بين ارتفاع أسعار الإعلان وانخفاض نسبة المشاهدة جعل بعض العلامات التجارية الكبرى تتوقف عن تقديم إعلاناتها من خلال التلفزيون، حيث تجذب العروض على شبكات التلفزيون المشاهدين من كبار السن، وهو ما يمثل تحديًا للعلامات التجارية التي ترغب في الوصول إلى جيل المراهقين.
من ناحية أخرى ، تتمتع التطبيقات الأخرى بنسبة وصول أعلى بكثير إلى الجماهير، فموقع YouTube الخاص بـ Google مثلًا يتمتع بشعبية كبيرة لدى المشاهدين الأصغر سنًا، ما يجعل العلامات التجارية حريصة جدًا على الوصول إلى هؤلاء المشاهدين، على الرغم من المشكلات التي قد تواجهها حول الإعلانات التي تظهر على محتوى مسيء، مثل مقاطع الفيديو العنصرية.
ومع بدء انخفاض الإنفاق على الإعلانات التلفزيونية، قام المسوقون بتحويل المزيد من الأموال إلى عمالقة التكنولوجيا مثل Google و Facebook ، الذين ركزوا بشكل متزايد على توسيع أعمالهم في مجال الفيديو وإعلانات الفيديو.
وتفضل الشركات الإعلانات الرقمية لأنها تمنحها القدرة على استهداف الإعلانات، استنادًا إلى قوائم العملاء الخاصة بها، وفق ملفات التعريف مثل "مشترو السيارات لأول مرة" أو "الأشخاص الذين يحبون السفر إلى الخارج"، وهو ما يميز تلك المنصات عن التلفزيون أيضًا، وخلق عدة أسواق متنافسة لتسهيل شراء العلامات التجارية عبر الأنظمة الأساسية معهم.
وفيما يتعلق بالمشاهدين، فإنهم قد وجدوا –من خلال تلك المنصات- الطريقة لتخطي الإعلانات التي لا تقع ضمن دائرة اهتمامهم، ما يعد سببًا آخر لانخفاض مشاهدات التلفزيون.