استصدرت مصر قرارين من مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في كل من 4 مارس و23 يونيو 2020 أكدا على تضامن الدول العربية مع حقوق مصر المائية.
القرار الأول أثار حفيظة أديس أبابا، حيث يؤكد على حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، ويرفض أي إجراءات أحادية إثيوبية، كما يرفض "أي مساس بالحقوق التاريخية لمصر، ويؤكد على ضرورة التزام إثيوبيا بمبادئ القانون الدولي"، وهو ما دفع إثيوبيا إلى إصدار بيان تضمن سيلا من الانتقادات للجامعة، أنهتها بالإشارة إلى أن "إثيوبيا على ثقة من أن جامعة الدول العربية سوف ترقى إلى مستوى الموضوعية وتضع بعين الاعتبار العلاقات طويلة الأمد والقيم المشتركة التي تتمتع بها في علاقاتها مع إثيوبيا".
بدورها، رفضت مصر البيان الإثيوبي، واعتبرته "إهانة غير مقبولة للجامعة العربية ودولها الأعضاء، ويتسم بعدم اللياقة، ويفتقد للدبلوماسية".
كعادتها بشأن النزاعات الدولية، أكدت الأمم المتحدة، في أكثر من مناسبة، أن الحوار والمفاوضات هما الحل الوحيد لقضية سد النهضة، ففي يوليو من العام 2020، قال الأمين العام أنطونيو جوتيريش إن الأمم المتحدة لا تبحث عن أي دور قيادي في جهود حل قضية سد النهضة، كما أن الحل لا يكمن في مجلس الأمن، وإنما من خلال الحوار بين الدول الثلاث.
وفي الجلسة المنعقدة بمجلس الأمن 29 يونيو 2020 بشأن سد النهضة، قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، إن الأمين العام حث جميع أطراف أزمة سد النهضة على مواصلة المفاوضات بناءً على إعلان المبادئ الصادر في 2015، وأنه يمكن تجاوز الخلافات بشأن السد، والتوصل لاتفاق إذا أظهرت الأطراف الإرادة السياسية لذلك.
انخرطت الإدارة الأمريكية السابقة في أزمة سد النهضة، ودخلت كوسيط مرحب به بين الدول الثلاث، إلا أن اتفاق واشنطن لم يخضع للتنفيذ بعد اعتراض إثيوبيا، واعتبار واشنطن وسيطًا منحازًا للدول العربية (مصر والسودان)، وهو ما دفع الرئيس السابق دونالد ترمب لفرض عقوبات على أديس أبابا ووقف بعض المساعدات لعدم التزامها بالاتفاق والبدء في ملء السد بشكلٍ أحادي.
ومع استلام بايدن مهام الإدارة الأمريكية الجديدة، غازلت إثيوبيا إدارة بايدن وأبدت استعدادها للتعاون معها على أساس التعاون والمنفعة المتبادلة.
أما موقف الإدارة الأمريكية الجديدة، فقد أوضحه سامويل وربيرج، المتحدث الإقليمي لوزارة الخارجية الأمريكية، مؤكدًا أن إدارة جو بايدن ترى ضرورة التوصل إلى حل تفاوضي بشأن قضية "سد النهضة"، كما أعربت عن استعدادها بتقديم المساعدات التقنية في هذا الشأن.
وفي اتصال هاتفي مع الرئيس السيسي، في 25 مايو 2021، تناول تبادل الرؤى بشأن تطورات الموقف الحالي لملف سد النهضة، أكد "بايدن" تفهم واشنطن الكامل للأهمية القصوى لتلك القضية للشعب المصري، وعزمه بذل الجهود من أجل ضمان الأمن المائي لمصر، حيث تم التوافق بشأن تعزيز الجهود الدبلوماسية خلال الفترة المقبلة من أجل التوصل إلى اتفاق يحفظ الحقوق المائية والتنموية لكافة الأطراف.