امتداداً للدور السعودي في مواجهة التغير المناخي، أطلق سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، "مبادرة السعودية الخضراء"، و"مبادرة الشرق الأوسط الأخضر" اللتين ترسمان توجه المملكة والمنطقة في حماية الأرض والطبيعة، ووضعهما في خارطة طريق ذات معالم واضحة وطموحة، بما يعظم من إسهاماتهما بشكل فاعل في تحقيق المستهدفات العالمية.

ودفعت المملكة بهاتين المبادرتين كما قال سموه: "بصفتنا منتجاً عالمياً رائداً للنفط ندرك تماماً نصيبنا من المسؤولية في دفع عجلة مكافحة أزمة المناخ، وأنه مثل ما تمثل دورنا الريادي في استقرار أسواق الطاقة خلال عصر النفط والغاز، فإننا سنعمل لقيادة الحقبة الخضراء القادمة".

وأكد سمو ولي العهد، أن المملكة والمنطقة تواجهان الكثير من التحديات البيئية، مثل التصحر، الأمر الذي يشكل تهديداً اقتصادياً للمنطقة، حيث يقدر أن 13 مليار دولار تستنزف من العواصف الرملية في المنطقة كل سنة، كما أن تلوث الهواء من غازات الاحتباس الحراري يقدر أنه قلص متوسط عمر المواطنين بمعدل سنة ونصف السنة، مؤكداً أن المملكة ستعمل من خلال مبادرة السعودية الخضراء على رفع الغطاء النباتي، وتقليل انبعاثات الكربون، ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي، والحفاظ على الحياة البحرية.

كما أطلق سمو ولي العهد، في يناير من العام الجاري 2021م، مدينة "ذا لاين" المليونية، بطول 170 كم في "نيوم"، والتي تتميز بوفرة في المساحات الطبيعية المفتوحة، وتعمل بشكل كامل بالاعتماد على الطاقة المتجددة، ما يخلق بيئة صحية خالية من التلوث، وتمثل نموذج فعال في الاستجابة للتغيرات الملحة التي تواجه البشرية، كتغير المناخ.

مبادرة " السعودية الخضراء"

وفيما يعاني العالم من إزالة نحو 5 ملايين هكتار من الغابات كل عام، أي ما يعادل 15 ملعب كرة قدم كل دقيقة، بحسب مشروع الكشف عن الكربون البريطاني، حظيت مبادرتا "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر" بتأييد عالمي من قبل الدول والمنظمات الدولية، وتسعى المملكة جادة لحصد نتائج فعالة من هذه المبادرات، ولهذا ستعقد منتدى "السعودية الخضراء" في منتصف هذا العالم، وقمة "الشرق الأوسط الأخضر" في أواخر عام 2021، متطلعة إلى أن تكون هاتان المبادرتان محطة مفصلية في رسم مستقبل كوكب الأرض.

مبادرة الشرق الأوسط الأخضر

وتواصل المملكة جهودها من أجل المساهمة في كل ما من شأنه التصدي لهذه الظواهر الخطيرة، حيث ترأس خادم الحرمين الشريفين، وفد السعودية رفيع المستوى الذي شارك في أعمال قمة المناخ، أبريل الماضي، والتي دعا إليها جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، بحضور 40 من قادة دول العالم، حيث حذر خادم الحرمين الشريفين من التغير المناخي باعتباره تحديا لا يعترف بحدود وطنية ويهدد الحياة على كوكب الأرض، وتحقيق التنمية المستدامة يتطلب منهجية شاملة تراعي مختلف الظروف التنموية حول العالم.