غذاء للروح، ومصدر للإلهام، وإبداع متجدد.. يظل «الفن الجرافيتي» أحد أهم وسائل التعبير والفنون في عالمنا، بين الأحلام والطموحات والمعاناة والآلام، تحمل «الجدران» حكايا وأسرار وخيالات المبدعين والفنانين.. وعبر «التاريخ» كان هذا النوع من الفن الذي يمزج بين جميع الحضارات في التاريخ، فهو من أقدم أشكال الفن البشري، الذي امتلأت به كهوف الفراعنة، وجداريات اليونانيين، ولوحات العرب والمسلمين، وما قبل كل هذا يضرب الفن الجرافيتي جذوره إلى مرحلة الإنسان البدائي في عصور ما قبل التاريخ، حيث جسدت الرسومات قدرته على اكتشاف بيئته وذاته، ومحاكاته للواقع في أشكاله المرسومة... إلى كل متذوقي هذا الجمال،
فن الجداريات يعد لغة خاصة أوجدها الإنسان منذ القدم ذات مضامين وتعابير خاصة يفهمها المجتمع، من ذلك نبعت أهمية فن الجداريات كفن مجتمعي ذي تواصلية تفاعلية عن طريق الدور الهام في تزيين أحد العناصر المهمة والمميزة والضرورية في الشكل المعماري، والذي يوفر مساحة بقيم فنية وعلاقات تفاعلية وحركية في البنى المعمارية.
لقد كان الإنسان القديم ترهقه بنى ضاغطة خلال حياته الأولى مما دفعه لإيجاد متنفس له عن طريق ما يرسمه على سقوف وحيطان الكهوف من رسوم لحيوان الماموث والأيل وطبعات اليد ومشاهد الصيد والقنص .
فكانت تلك الجداريات تعبيرا خاصا عن حياتهم ومع تطور الإنسان والتمدن أصبحت الأعمال الجدارية أوسع وأدق حيث لجأ الإنسان إلى أعماق الكهوف وترك لنا رسومًا رائعة تعبر عن حياته اليومية وعن بعض جوانب الطقوس التي تشير إلى بداية التأمل الديني والروحي لديه.
يشير ذلك إلى أن الإنسان طور تقنيات الرسم والتلوين، وفن الزخرفة والتعبير الجمالي، مع تطوُّر حياته المستقرة واختراعه العديد من الأدوات والصناعات التي جعلت حياته أكثر راحة وأمانًا وصحة. ومع تطوُّر المدنيات الأولى في الشرق الأدنى القديم، حيث كان الإنسان قد بدأ ببناء البيوت والمعابد والقصور، وراح يزيِّن أرضياتها وجدرانها بالرسوم والحجارة الملونة في لوحات زخرفية جميلة
بعض المعلومات حول هذا الفن:
• أقدم أشكال الفن البشري، كما توحي رسومات الكهوف في العديد من المستوطنات البشرية القديمة، والتي يمكن العثور عليها في مختلف أنحاء العالم.
• على مر الزمن، غطت الجداريات المساحات الداخلية والخارجية للعديد من المباني العامة، مثل القصور والمقابر والمتاحف والمكتبات ، وانتشرت في الشوارع في الآونة الأخيرة، كل ذلك مع الحفاظ على معناها والغرض منها، وهو رسم صورة للمجتمع.
• أسلوب فني مفضل لدى العديد من الفنانين، بما في ذلك ليوناردو دافنشي، ازدهر خلال العشرينات من القرن الماضي، بعد الثورة المكسيكية.
• تمثل اللوحات الجدارية واحدة من أهم سمات المجتمعات العالمية والتي تصور التنوع الثقافي والسياسي والديني
• من الأماكن الأخرى التي كانت مشهورة بالجداريات السياسية كان جدار برلين، حيث شهد الجانب الغربي العديد من الجداريات بين إنشائه في عام 1961 وتدميره في عام 1989، بما في ذلك أعمال الفنانين كيث هارينغ وتيير نوير.
• من أهم جداريات ليوناردو دافنشي، معركة أنغياري (1503- 06) في قصر فيتشيو بفلورنسا (تم تدميرها ولكنها معروفة من خلال نسخ جزئية)، والعشاء الأخير (1495- 98) في سانتا ماريا ديلي جراتزي في ميلانو.
اضغط هنا لعرض
جداريات الرياض