لعبتْ منصات وتطبيقات التوصيل السريع دوراً حيوياً إبان جائحة (كوفيد-19)؛ وكانت إحدى الأذرع التي اعتمدت عليها الدولة في خدمة المجتمع أثناء تطبيقها للبروتوكول الصحي للحد من تفشي الجائحة. وبذلك شكَّل "التسوق عن بُعد" مع "التعليم عن بُعد" و "العمل عن بُعد" مثلث الحلول الخدمية التي لجأت إليها الدولة إبان فرض الحجر الصحي الشامل في الربع الثاني من عام (2020م).

البنية التحتية الإلكترونية المتقدمة التي تتمتع بها المملكة هي التي ساعدت على تسيير دولاب الحياة قريباً من طبيعتها رغم الحجر الشامل، وأتاحت تقديم الخدمات عن بُعد فمكَّنت المملكة من تبوأ مكانة ريادية في مصاف الدول ذات الحكومة الإلكترونية القوية.

دور شركات التوصيل السريع كان حيوياً إبان الجائحة لكنه لم يأخذ حقه من إلقاء الضوء على ماهيته وأهميته، ودوره المؤثر في تجاوز تبعات الحجر الصحي الذي مر به العالم أجمع؛ فقد شكَّل قطاع التوصيل السريع أحد الحلول التي اعتمدت عليها الحكومة في تلك الفترة.

من واقع ريادتها لقطاع التوصيل السريع، استطاعت شركة "هنقرستيشن" بإمكاناتها التقنية والبشرية أن تؤدي دورها وتساعد في تلبية الحاجة الطارئة والكبيرة على طلبات التوصيل في ذلك الوقت. في هذا الحوار مع أسعد نعمان- الرئيس التنفيذي للشركة - نُسلط الضوء على هذا القطاع الحيوي ودوره الحاضر ومستقبله المتوقع.

التوصيل السريع من القطاعات الناشئة حديثاً، ما أهمية هذا القطاع في خدمة المجتمع؟

حجم قطاع التوصيل في المملكة يقارب (10) مليار ريال سنوياً ويتجاوز نموه السنوي (10%)؛ من هنا تبرز أهميته التي توازي أهمية الهاتف والطريق والسيارة داخل المدن؛ فهو ركن اتصالي حيوي في تسهيل أداء الأعمال الذي هو بدوره أحد المعايير الدولية في قياس مدى تقدم الدول وتمدن المجتمعات وازدهار الاقتصاد.

ما هو موقع شركة هنقرستيشن في هذا القطاع؟

تتجاوز الطلبات التي تنفذها الشركة يومياً (300) ألف طلب من إجمالي (700) ألف طلب تُنفذ يومياً بالمملكة.. كما أن النمو في قطاع السوبر ماركت يحقق قفزات كبيرة تصل إلى (50%) شهرياً. مع العلم أن السوق السعودي هو الأكبر والأسرع نمواً مقارنة بالأسواق المجاورة.

على ماذا يقوم قطاع التوصيل؟

يقوم قطاع خدمات التوصيل على أربعة أركان: التقنية وإدارتها، والمنتجين، ومندوب التوصيل، والمستهلك، وأي سوء تنسيق بينها أو ضعف كفاءة في أحدها يُسْقط الخدمة، وهذا يجعل قطاع التوصيل بالغ الحساسية عالي التنظيم، سريع الخدمة، والإخفاق فيه مؤذٍ للتنمية، لذا تحرص الدولة كل الحرص على تنظيمه وحمايته.

هل لخدمة التوصيل قيمة مضافة تنموياً؟

لن تكون للخدمة قيمة مضافة إلا إذا كانت موثوقة، من هنا تتحول الخدمة من خانة الكماليات إلى خانة الأساسيات في حياة أفراد المجتمع، وتصبح جزءاً من وسائله التي يستخدمها يومياً ويعتمد عليها في تسهيل وتسيير حياته، وتسد احتياجاته بشكل فوري وباطمئنان كامل إلى نجاحها في ذلك. إن خدمة التوصيل خدمة اتصالية في المقام الأول، وإذا لم تُؤَدَّ بجدارة تكون تبعاتها ضارة على كل الأطراف.

كيف تعمل تطبيقات التوصيل السريع؟

يقوم التطبيق على تقنية تحديد المواقع الجغرافية للمطاعم والعملاء، وتوفر خدماتها عبر موقعها الإلكتروني أو تطبيقها على الهواتف الذكية، حيث تعرض كتالوجات الخيارات المتنوعة التي تضم مطاعم المأكولات السريعة، والمطاعم الفاخرة، والصيدليات، والسوبر ماركت، ومحلات الورود، وبعد أن يحدد العميل طلبه، تتم مجموعة من العمليات بين الشركة والمطعم والمندوب والعميل، حتى تصل الطلبية إلى العميل بشكل آمن وسريع.

ما الذي مكَّن قطاع التوصيل في المملكة من تحقيق هذا الانتشار؟

لولا البنية الإلكترونية المتقدمة لما أمكن تقديم خدمة التوصيل السريع بهذا التوسع وهذه الجدارة، البنية التحتية الإلكترونية المكتملة في المملكة سهلت للحكومة إدارة الحياة اليومية للمجتمع بأقل التبعات المزعجة، خصوصاً خلال مرحلة الحجر الصحي الشامل ثم الجزئي الذي فرضته جائحة (كوفيد - 19)، يجب علينا كمجتمع النظر إلى المستوى الإلكتروني المتقدم الذي وصلته بلادنا على أنه فخر وطني كبير، أنقذنا من تبعات الحجر الصحي المعيقة للحركة والاتصال وأدى إلى انقطاع الأعمال.

كيف ترون مستقبل قطاع التوصيل بعد جائحة كورونا؟

رب ضارة نافعة؛ لقد اختصرت جائحة كورونا المراحل بالنسبة للتطبيقات والتجارة الإلكترونية، فقد دفعت المجتمع إلى استخدام التطبيقات وعرفتهم عليها وعودتهم بها؛ وكانت فرصة رفعت الوعي وسط الناس بأهمية هذه التطبيقات، وهو ما دفع التطبيقات إلى تجويد أدائها فأصبحت في محور التعامل اليومي للجمهور. لذلك أرى أن هذه الجائحة برغم مرارتها إلا أنها ساعدت في فتح الطريق وأرى أن مستقبل قطاع التوصيل سيواصل ازدهاره.

حدثنا عن هنقرستيشن وانطلاقتها؟

"هنقرستيشن" هي شركة وطنية رائدة وصاحبة أول تطبيق سعودي للتوصيل السريع، عبر منصتها الإلكترونية التي تتيح للعميل طلب الطعام وأي شيء يحتاجه من أي مكان داخل المدن في المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، وتوصيله إليه مباشرة. وتحظى الشركة بمركز ريادي على المستويين المحلي والعربي، رغم حداثة التجربة التي انطلقت من مدينة الخُبر في شهر مارس 2012م، وهي تصنف اليوم ضمن أكبر الشركات التكنولوجية في العالم العربي، وإحدى أهم شركات التوصيل في السعودية والشرق الأوسط.

ما هي أبرز التحديات التي واجهت الشركة خلال الجائحة، وكيف أمكنكم التغلب عليها؟

أبرز التحديات كانت تأمين أكبر عدد من المناديب، والحفاظ على جودة الخدمة وضمان الحماية من عدوى كورونا، واستطعنا - ولله الحمد - اجتيازها بدعم من الجهات الحكومية وكفاءة فريق عمل هنقرستيشن الذي كان يعمل على مدار الساعة لتجاوز تلك المرحلة الصعبة، ملتزماً بجميع الإجراءات الاحترازية التي عززت الثقة بالشركة ومندوبيها.

كنموذج للشركات العاملة في هذا القطاع، إلى أي مدى وصلت هنقرستيشن كشركة سعودية؟

تأسست الشركة وتعمل في المملكة العربية السعودية، وتوسعت فوصلت إلى مملكة البحرين، وتسعى أن تغطي كامل الشرق الأوسط.. ولنجاحها الكبير استثمرت فيها شركات عالمية، وبهذا لم تعد هنقرستيشن سعودية فقط بل أصبحت شركة سعودية عالمية، وهي بذلك تقدم مثالاً للنموذج الذي تستهدفه "رؤية المملكة 2030"، وهو أن يكون للمملكة حضور عالمي بمجتمع أفراده مؤهلون تأهيلاً عالمياً واقتصاد ذو انتشار عالمي.

ما هي أبرز المشاريع المستقبلية التي تخطط الشركة لتنفيذها؟

تهدف الشركة إلى أن تلعب دوراً فعالاً في تسهيل حياة الناس والمشاركة المجتمعية، والعمل على كل ما يهدف إلى خدمة المجتمع والاقتصاد، وكل مشاريع الشركة لن تخرج عن هذا النطاق، وسيكون عام 2021م عام "المسؤولية المجتمعية" و"الرعاية" في التنمية المجتمعية.

حدثنا عن دور الشركة في توظيف السعوديين ؟

يعمل بالشركة حالياً أكثر من 1100 موظف وموظفة بنسبة سعودة بلغت 90%، منهم 35% من الإناث، وتخطط الشركة أن تصل بنسبة الإناث إلى 50% بنهاية العام الحالي، هذا بخلاف مناديب توصيل الطلبات السعوديين الذين يعملون مع الشركة بنظام التعاقد الخارجي.

ما حجم تغطية خدمات الشركة؟

تغطي هنقرستيشن بخدماتها أكثر من (100) مدينة وبلدة وقرية في المملكة، وتوفر مجموعة متنوعة تزيد على (30) ألف خيار ما بين مطاعم وسوبر ماركت وصيدليات، وكل ما يحتاج إليه العميل في حياته اليومية.