منذ نهاية عام 2019، تتجه أنظار دول العالم إلى فيروس كورونا، وسط الانتشار السريع له بين الدول، وما حصده من أرواح في مراحله المختلفة.,

حالة الذعر التي تسبب فيها فيروس كورونا، ربما نبعت من كونه وباء عالميا، معديا، سريع الانتشار، لكن الواقع يقول إن Covid-19 ليس سببا وحيدا للذعر، فأخواته وشركاؤه وعائلته وما على شاكلته من الأمراض المعدية لا يقل خطورة عنه الفيروس الذي حير العالم.

وعلى سبيل المثال، فإن هناك أكثر من 20 ألف شخص بالمملكة مصاب بأمراض معدية، وفق بيانات وزارة الصحة السعودية لعام 2019، ما بين السعال الديكي والحصبة والالتهاب الكبدي وغيرها من الأمراض التي تنتقل من إنسان لآخر أو حتى تنتقل من الحيوانات للإنسان.

× * اضغط على الصورة لمعرفة عدد الحالات المسجلة

السعال الديكي

الحصبة

النكاف

الحصبة الألمانية

الجديري المائي

الحمى المالطية

المكورات السحائية

المكورات الرئوية

المستديمة النزلية

اسباب أخرى

اتهاب كبدي أ

اتهاب كبدي ب

اتهاب كبدي ج

اتهاب كبدي غير محدد

الزحار الأميبي

الزحار العصوي

التسمم الغذائي بالسالمونيلا

أمراض معدية لم تسجل أي إصابات

على الرغم من إدراجها ضمن الأمراض المعدية بالسعودية، فإن بيانات وزارة الصحة أكدت أنها سجلت صفر إصابات فيها، في نفس عام 2019، وهذه الأمراض هي (الكوليرا – الدفتيريا – الكراز الوليدي – شلل الأطفال – داء المشوكات – داء الكلب – حمى الضنك – الحمى الصفراء – الطاعون – حمى الوادي المتصدع – حمى الخرمة).

"صفر إصابات" في تلك الأمراض، حققتها المملكة استنادا على خبرة دامت لأكثر من 100 عام في إدارة الأزمات والأوبئة، لا سيما الكوليرا التي أصابت المنطقة الشرقية قبل 50 عاما، وتخطته المملكة، بفضل جهود الدولة في فرض الخطوات الوقائية والعلاج، لينحصر ويختفي الوباء تماما.

السعال الديكي

وفق منظمة الصحة العالمية، فإن السعال الديكي مرض شديد العدوى يصيب الجهاز التنفسي، وتحدث الإصابة به من خلال بكتيريا "البورديتيلة الشاهوقية"، وهي بكتيريا تعيش في الفم والأنف والحنجرة، ويتعرض العديد من الأطفال المصابين بالسعال الديكي لنوبات سعال تدوم لفترة تتراوح من أربعة إلى ثمانية أسابيع، وينتقل بشكل أساسي عن طريق الرذاذ، الذي يخرج مع السعال أو العطس.

وتظهر الأعراض الأولى عادة بعد فترة تتراوح من 7 إلى 10 أيام من الإصابة بالعدوى، وتشمل حمى خفيفة وسيلان الأنف وسعال، وهي الحالات التي قد تتطور تدريجياً إلى سعال مفاجئ ثم يتبعه سعال بصوت (ومن هنا جاء الاسم الشائع للسعال الديكي).

ويعتبر الالتهاب الرئوي من المضاعفات الشائعة نسبياً، بينما تحدث النوبات التشنجية والتهاب الدماغ بشكل نادر. ووفق منظمة الصحة العالمية، فإنه في عام 2019،

بلغ عدد الحالات المصابة بالسعال الديكي 132,754 حالة حول العالم، بينما قدرت حالة الوفيات به في عام 2018 بـ89 ألف حالة، فيما بلغت نسبة تغطية المرض بالتحصينات 85%. وتقدر منظمة الصحة العالمية أن التطعيم العالمي للوقاية من الإصابة بالسعال الديكي قد تسبب في عام 2008 في منع وقوع ما يقرب من 687,000 حالة وفاة بسبب هذا المرض.

الحصبة

وفق تعريف منظمة الصحة العالمية، فإن الحصبة هي مرض فيروسي شديد العدوى، ولا تزال تعتبر أحد أهم أسباب الوفيات بين الأطفال الصغار في العالم، على الرغم من توافر لقاح آمن وفعال لها.

وتنتقل عدوى الحصبة بواسطة الرذاذ المتطاير من أنف الأشخاص المصابين أو فمهم أو حلقهم، وتشمل الأعراض الأولية، التي عادة ما تظهر بعد فترة تتراوح من 10 إلى 12 يوماً من العدوى، حمى شديدة، وسيلان الأنف وعيون محتقنة بالدم وظهور بقع بيضاء صغيرة داخل الفم، كما يصاب المريض، بعد مرور عدة أيام، بطفح يظهر أولاً على الوجه وأعلى العنق وينتشر تدريجياً إلى أسفل الجسم .

وتظهر حالات الحصبة الشديدة بشكل كبير بين الأطفال الصغار الذين يعانون من سوء التغذية، وعلى وجه الخصوص في حالة نقص فيتامين (A) أو في المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشري. ويعتبر تطعيم الحصبة الروتينية للأطفال، جنباً إلى جنب مع حملات التطعيم، من أهم الاستراتيجيات الصحية الرئيسية التي تقلل من الوفيات العالمية الناجمة عن الحصبة. ووفق تقديرات المنظمة العالمية، يصاب أكثر من 20 مليون شخص بمرض الحصبة كل عام، حيث تحدث الغالبية العظمى (أكثر من 95%) من تلك الوفيات في الدول ذات الدخل المنخفض للفرد والبنى التحتية الصحية الضعيفة.

ووفق وزارة الصحة السعودية، فإنه لا يوجد علاج يمكن أن يتخلص من عدوى الحصبة بعد الإصابة بها، بينما يمكن تخفيف أعراضه من خلال الحصول على لقاح ما بعد الإصابة لمن لم يتلقاه مسبقا، فضلا عن الحصول على مصل الجلوبيولين المناعي، كما أن أفضل طريقة للوقاية من الحصبة هي تلقي اللقاح الثلاثي الفيروسي.

النكاف

هو مرض يسببه أحد الفيروسات وينتقل من الإنسان إلى الإنسان عن طريق الاتصال المباشر أو عن طريق الرذاذ المنقول بالهواء، وعادة ما تكون الأعراض الأولية غير محددة، مثل الصداع والشعور بالضيق والحمى، ثم يتبعها في غضون يوم واحد تورم ملحوظ بالغدد (اللعابية) النكفية، وفق "الصحة العالمية".

كما يمكن أن يتسبب فيروس النكاف، في حالات نادرة جدا، في الإصابة بالتهاب الدماغ وبتلف عصبي دائم.

ووفق وزارة الصحة السعودية، فإنه لا يوجد حاليا أي أدوية لعلاج فيروس النكاف، وتركز معالجة النكاف على تخفيف الأعراض إلى أن يقوم الجهاز المناعي بمحاربة الفيروس، كما يتم إعطاء لقاح النكاف كتحصين مجتمعي للوقاية من الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (اللقاح الثلاثي الفيروسي).

الحصبة الألمانية

الحصبة الألمانية عبارة عن عدوى حادة سارية وفيروسية، ومع أنها عدوى معتدلة الأعراض عموماً لدى الأطفال، فإن عواقبها وخيمة عندما تصيب الحوامل لأنها تسبب قتل الجنين أو إصابته بتشوهات خلقية، وينتقل فيروس الحصبة الألمانية بواسطة الرذاذ المحمول بالهواء عندما يعطس الإنسان أو يسعل.

وفي عام 2012، أطلقت منظمة الصحة العالمية مبادرة استئصال الحصبة، وفق خطة إستراتيجية عالمية لتقليل آثار الفيروس بحلول 2020، وهو ما حدث بالفعل من خلال تحقيق معدلات عالية من التغطية بالتطعيم والحفاظ على تلك المعدلات.

ووفق وزارة الصحة السعودية، فإنه لا يوجد علاج محدد للحصبة الألمانية ولكنه مرض يمكن منعه باللقاحات، وأنها أقل انتشارا من مرض الحصبة.

الجدري المائي

مرض حاد وشديد العدوى، ينتج عن الإصابة الأولية بالفيروس النطاقي الحماقي (VZV)، وتنتقل العدوى بشكل سريع للغاية عن طريق الرذاذ التنفسي أو الملامسة المباشرة لمناطق العدوى الجلدية المميزة الخاصة بشخص مصاب، وتشمل الأعراض الأولية له: الحمى والتوعك والطفح الجلدي المتهيج المميز.

الحمى المالطية

وتعرف أيضاً بـ"البروسيلا"، وهو– وفق وزارة الصحة السعودية- مرض بكتيري تسببه أنواع البروسيلا المختلفة التي تصيب بشكل رئيس الماشية والخنازير والماعز والأغنام والكلاب، وينتقل عن طريق الاتصال مع الحيوانات المصابة بشكل مباشر أو غير مباشر، بينما تعود معظم الحالات إلى تناول الحليب غير المبستر أو الجبن من الماعز أو الأغنام المصابة.

ووفق "الصحة السعودية، فإنه لا يوجد لقاح بشري للوقاية منه، لكن من المهم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع العدوى، التي تشبه أعراضها أعراض الأنفلونزا، بما في ذلك الحمى والخمول.

التهاب السحايا أو الحمى الشوكية

هي التهاب الأغشية الواقية التي تحيط بالدماغ والحبل الشوكي (السحايا)، حيث يؤدي التورم الناتج عن الالتهاب إلى ظهور أعراض مثل الصداع والحمى وتصلب الرقبة، ويمكن أن تصيب أي شخص، ولكنها شائعة عند صغار السن منذ الولادة وحتى مرحلة البلوغ، وكذلك كبار السن. تنتقل أغلب أنواع الحمى الشوكية عن طريق إفرازات الجهاز التنفسي من العطس والسعال والتقبيل وغيرها.

ووفق الموقع الرسمي لوزارة الصحة السعودية، فإنه لا يوجد علاج نوعي للفيروسات، ويتم العلاج بتقوية الجسم بالسوائل، كما أن أخذ اللقاح من أهم سبل الوقاية من المرض.

وتحذر الصحة أنه إذا لم تتم معالجة التهاب السحايا بشكل فوري، فإنه قد يسبب تسمماً خطيراً في الدم، مما يؤدي إلى ضرر دائم للمخ والأعصاب، ومن أشيع المضاعفات: الوفاة، فقدان السمع، فقدان التوازن والمشي، نوبات صرع.

ووفق منظمة الصحة العالمية، فإن أكبر عبء للمرض هو في حزام التهاب السحايا في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، الممتد من السنغال في الغرب إلى إثيوبيا في الشرق، حيث لا يزال يتم الإبلاغ عن نحو 30000 حالة كل عام من تلك المنطقة.

الالتهاب الكبدي

هو مرض تسببه عدوى فيروسية في غالب الأحيان، وهناك خمسة فيروسات رئيسية تسبب ذلك الالتهاب ويشار إليها بالأنماط A وB وC وD وE، وتثير تلك الأنماط قلقا كبيرا نظرا لعبء المراضة والوفاة الذي تسببه، وقدرتها على إحداث فاشيات وأوبئة، ومن الملاحظ، بوجه خاص، أن النمطين B وC يؤديان إلى إصابة مئات الملايين بمرض مزمن ويشكلان، مجتمعين، أشيع أسباب تشمع الكبد وسرطان الكبد.

ويحدث التهابا الكبد A وE، في غالب الأحيان، نتيجة تناول أغذية أو مياه ملوثة، أما التهابات الكبد B وC وD فتحدث، عادة، نتيجة اتصال مع سوائل الجسم الملوثة عن طريق الحقن، ومن الطرق الشائعة لانتقال تلك الفيروسات تلقي دم ملوث أو منتجات دموية ملوثة، وذلك وفق منظمة الصحة العالمية.

الزحار الأميبي

هو من الأمراض الطفيلية المزعجة التي تسبب التهاب في الأمعاء، يؤدى إلى تشنجات وألم المعدة، وعلى الرغم من إمكانية إصابة أى شخص بهذا المرض، فإنه أكثر شيوعا بين الأشخاص الذين يعيشون في البلدان النامية التي تعاني من ظروف صحية سيئة.

وتنتقل عدوى الزحار الأميبي من خلال تناول الطعام الملوث، أو عدوى فيروسية، أو استخدام المراحيض العامة.

الزحار العصوي

يعرف أيضاً بـ"داء الشيغيلات"، وينجم عن التلوث بجرثومة الشيغيلة (Shigella)، التي تتسلل إلى جسم الإنسان عن طريق الفم، بسبب شوائب في النظافة الشخصية، أو بواسطة طعام أو ماء ملوثين، ويعد انتقال داء الشغيلات من شخص لآخر هو أمر شائع، خصوصاً بين الأطفال الصغار.

التسمم الغذائي (السالمونيلا)

يعرف أيضاً بـ(حمى التيفوئيد)، وهو مرض تسببه بكتيريا السالمونيلا التيفية، وتحدث الإصابة به عادة عن طريق تناول طعام أو ماء ملوث، ويسبب الحمى لفترة طويلة أو صداعا أو غثيانا أو فقدانا للشهية أو إمساكا أو إسهالا في بعض الأحيان، ومع ذلك قد تؤدي حالات المرض الشديدة إلى التعرض لمضاعفات خطيرة أو حتى الوفاة.

جهود المملكة في الوقاية من الأمراض المعدية

جهود المملكة في التخلص من الأمراض المعدية، قد سبقت كثيرا انتشار فيروس كورونا، حيث فرضت شروطا صحية على العاملين الوافدين إليها، وكذلك على الحجاج الوافدين، حيث كان من الضروري لجميع الحجاج أخذ التطعيم الرباعي ضد الحمى الشوكية النيسيرية (التهاب السحايا)، والتطعيم ضد الحمى الصفراء للحجاج القادمين من المناطق التي ينتشر فيها المرض، كالمناطق في جنوب الصحراء الإفريقية وأمريكا، كما توصي وزارة الصحة بإعطاء التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية لكل قادم للحج أو العمرة، وبخاصة كبار السن وذوي الأمراض المزمنة ومرضى نقص المناعة، فضلاً عن التطعيم ضد شلل الأطفال لجميع الأعمار من الحجاج القادمين من المناطق الموبوءة بالفيروس، وذلك وفق وزارة الصحة السعودية.

وفي الداخل، وضعت المملكة برامج صحية شاملة لتحقيق أهدافها الوقائية من خلال عدة برامج، منها: برنامج التحصين الموسع وبرنامج المراقبة الوبائية وبرنامج الطب الوقائي بالحج وبرنامج مكافحة الأمراض المشتركة. ووفق الموقع الرسمي لوزارة الصحة السعودية، فقد بلغ عدد الأمراض المستهدفة بلقاحات التحصين الموسع بالمملكة في عام 2010، 13 مرضا مقارنة بـ5 أمراض فقط في عام 1978 كما بلغت نسبة التحصين 98% للقاحات الأساسية، مما أدى إلى الانخفاض الكبير في معدلات الأمراض المستهدفة بهذا البرنامج.

ويحظى برنامج التحصين باهتمام بالغ، منذ صدور الموافقة السامية في عام 1979، بربط شهادة الميلاد لذوي الأطفال، بإكمال الجرعات الأساسية من لقاحات الأمراض المستهدفة بالتحصين، كما شهد عام 1991 توحيد جدول التحصين الموسع في جميع القطاعات الصحية الحكومية والخاصة. وفي عام 2002، استمر برنامج التحصين في التطور ومواكبة كل جديد في مجال اللقاحات، حيث تم استخدام اللقاحات المدمجة، بإدخال اللقاح الرباعي البكتيري، بهدف تقليل عدد الحقن المعطاة، كما تم إدخال لقاحات الالتهاب الكبدي (أ) والجديري المائي والمكورات العقدية إضافة إلى لقاح الحمى المخية الشوكية.

كما دخلت المملكة مرحلة إزالة الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف حيث أطلقت حملة للتطعيم الشامل للفئة العمرية 9 أشهر – 24 سنة خلال عام 2011. ووفق بيانات عام 2019، فإن نسبة التغطية بالتحصينات الأساسية للقاح السداسي (الدفتيريا والسعال الديكي والكراز والمستديمة النزلية والالتهاب الكبدي ب وشلل الأطفال المعطل)، بلغت 97%، وبلغت النسبة ذاتها للقاح شلل الأطفال الفموي، وبلغت نسبة التغطية بلقاح الدرن 98%، واللقاح الثلاثي الفيروسي (الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية) 96.5%، ولقاح البكتيريا العقدية الرئوية 97%.