عادات موروثة وأخرى مستحدثة لم يتمكن المواطنون من التمتع بها خلال عيد الفطر المبارك للعام الماضي 1441هـ، بسبب ظروف حظر التجول الكلي التي فرضتها المملكة حرصًا على الصحة العامة في ظل الانتشار الكبير لفيروس كورونا حينها. ويترقب المواطنون الأيام الثلاثة لعيد الفطر بعد انتهاء شهر رمضان الجاري لإقامة الاحتفالات، وتبادل الزيارات، وإقامة كافة الطقوس التي يتميز بها العيد.
بعد إتمام استعدادات الأسر لعيد الفطر وإنهاء ترتيب وتنظيف المنزل وإضاءة الأنوار، يبدأ اليوم الأول بصلاة العيد، والتي تعد أول مناسبة تلتقي فيها الأسر بعد الشهر الفضيل، فيحرص الجميع على ارتداء الجديد من الثياب والتطيب بالعود، اتباعًا للسنة، والتوجه للمساجد لسماع وترديد تكبيرات العيد، كما يحمل الأطفال سلال الحلويات لتوزيعها على المصلين، وبعد انتهاء صلاة العيد يحين موعد الوليمة، التي تجمع العائلات، فمنهم من يلتقي في المنازل، ومنهم من يلتقي بالاستراحات، حيث تجتمع العائلة على مائدة حافلة بكل الأصناف، وتطغى عليها غالبًا الذبيحة إضافة إلى الأطباق الشعبية والسلطات بأنواعها.
وأوصت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالتوسع في أماكن إقامة صلاة عيد الفطر المبارك في جميع مصليات الأعياد لتشمل الجوامع والمساجد التي تقام فيها صلاة الجمعة، وذلك مع استمرار العمل بالإجراءات الاحترازية في مواجهة فيروس كورونا.
ما زالت تحرص الكثير من العائلات على العادات والتقاليد التراثية، فيرتدي الأطفال الزي التقليدي السعودي خلال ذهابهم لصلاة العيد، قبل ارتداء ملابس العيد الجديدة التي تدخل الفرح والبهجة لقلوبهم.
أما البنات فيتزين بالحناء، ويتجولن على منازل الحي عقب صلاة العيد ويقرعن الأبواب للحصول على العيدية، التي تتفاوت بين حلوى أو نقود أو الاثنتين معًا.
لا يكتمل الاحتفال بالعيد من دون الحلويات، حيث تقوم الأمهات بإعداد حلويات تقليدية كالكعك والمعمول، والحلويات الشعبية مثل أم علي والكريمة اللذيذة، فضلًا عن الحلويات التي تتميز بها المملكة مثل العريكة والمبثوث والمشغوثة.
ولا يخلو العيد من الأطباق الشعبية التي تختلف باختلاف المنطقة، حيث يقدم البعض أطباق اللحم والأرز، بينما يتناول آخرون الحيسية (السمك المملح)، أو المغش والثريد اللذان تشتهر بهما منطقة جازان.
المولات تعد مركزًا آخر لتجمعات العائلات والأصدقاء، حيث تمتاز المملكة العربية السعودية بالمولات التجارية الرائعة، التي يمكن فيها زيارة المطاعم والجلسات والمقاهي، أو التسوق والاستمتاع بالعروض المخصصة للعيد، أو زيارة متاجر الحلويات الشرقية والغربية.
كما يتجه البعض لزيارة الحدائق والمتنزهات، أو الاستمتاع بالأجواء الطبيعية على الكورنيش والتنزه على الشواطئ.
وفي مواجهة انتشار فيروس كورونا، يعد تصريح التجمع عبر "الباركود" في تطبيق "توكلنا" شرطًا إلزاميًا لدخول المولات والمراكز التجارية في المملكة، في الوقت الذي يعد فيه التطبيق أحد أهم الحلول الرقمية الناجحة والفاعلة التي أطلقتها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" بتاريخ 11 مايو 2020م في إطار دعم الجهود الدولية الصحية لمواجهة الجائحة