اقترب الخطر وبدأ العد التنازلي.. مخاطر جمة يحذر منها علماء المناخ، تزامناً مع تغيرات كبيرة خلال السنوات الأربع القادمة، تزيد من التهديدات التي يتعرض لها الكوكب، ففي دراسة مناخية حديثة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، رجحت أن يصل العالم إلى حد مؤشر درجة الحرارة العالمية الذي حدده علماء المناخ، في واحدة من السنوات الخمس المقبلة، وبحلول عام 2025، فإن هناك احتمالا بنسبة 40%، أن تكون درجة الحرارة العالمية لعام واحد على الأقل أشد سخونة بـ 1.5 درجة مئوية عن مستوى درجة الحرارة العالمية ما قبل الثورة الصناعية، حينئذ يصل العالم إلى الحد الأدنى لدرجة الحرارة العالمية التي حددتها اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ، والتي تسارع المنظمات العالمية خطاها لعدم تخطيها من أجل درء أسوأ آثار مرتقبة على الكوكب.
وتعتمد الدراسة على نموذج أجمع عليه باحثون من 10 دول، بما فيها الولايات المتحدة والصين وبريطانيا، وحذرت الأمم المتحدة من ارتفاع درجة حرارة العالم بشكل أسرع من أي وقت مضى في التاريخ، مؤكدة أنه حال استمرار ذاك المعدل دون رادع، فقد يكون له تأثير مدمر على الكوكب، مما يتسبب في نقص الغذاء، ورفع مستوى سطح البحر وإثارة الطقس القاسي.
وكان عام 2020م، واحد من أكثر ثلاثة أعوام حرارة مسجلة، وفقاً لتقرير منظمة الأرصاد الجوية العالمية (WMO) عن حالة المناخ العالمي لعام 2020 ، الصادر في أبريل الماضي، وقد سلط التقرير الضوء على تسارع مؤشرات تغير المناخ، مثل ارتفاع مستويات سطح البحر، وذوبان الجليد البحري، والطقس الثائر، فضلاً عن تفاقم الآثار الناجمة عن ذلك على التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
بغض النظر عن الجدلية الدائرة حول مصطلح "نهاية العالم"، والانقسام بين فريقين أحدهما يزعم النهاية الحقيقية للكوكب، والآخر يرى أن المقصود نهاية العالم الذي نعرفه، يبدو أن هذا الفريق الأخير هو الثابت منطقياً حتى الآن، وليس أدل على ذلك من الجائحة التي ألمت بالعالم خلال العامين الماضيين، وغيرت ملامحه، ففي تقرير المخاطر العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي تتصدر مخاطر المناخ قائمة المخاطر الأقرب للحدوث.
وصنف التقرير الذي اطلعت "الوطن" عليه، المخاطر ضمن فئتين، الأولى تشمل أبرز المخاطر من حيث احتمالية حدوثها، أما الثانية، فتشمل أهم المخاطر من ناحية التأثير، وهيمنت القضايا البيئية على قائمة أبرز المخاطر من حيث احتمالية الحدوث للعام الجاري، وجاءت ظروف الطقس القاسية في المرتبة الأولى، يليها فشل الإجراءات الخاصة بالمناخ، وفي المرتبة الثالثة يأتي الضرر الذي يلحقه الإنسان بالبيئة، والأمراض المعدية رابعاً، وفقدان التنوع البيولوجي خامساً، والقوة الرقمية سادساً، ومن ثم عدم المساواة الرقمية سابعاً.
وذكر التقرير أن عام 2021 يمثل لحظة محورية في أكبر بواعث الانبعاثات في العالم، مشيراً إلى أن العدوانية، وعدم الاتفاق على قواعد تداول الكربون، يمكن أن يؤدي إلى كارثة للجسد العالمي، ويسبب آثاراً وأضراراً اقتصادية جسيمة، وتتطلب استجابات سياسية مكلفة.
المنتدى نفسه، أصدر في 2017 تقريراً مماثلاً، استند على تقييمات من 750 عالماً وخبيراً، صنف أسلحة الدمار الشامل، كخطر أول ضمن قائمة المخاطر الخمس الأكثر احتمالية، فيما تركزت المخاطر الأربعة الأخرى، على قطاع المناخ، وتلخصت في تحول جذري في الطقس، وأزمات مياه، وكوارث طبيعية كبيرة، وفشل في التخفيف من حدة آثار التغيرات المناخية والتكيف معها.
هذا يعني أن العالم، لم يحقق خلال الـ4 سنوات الماضية، أي نجاح يذكر على صعيد التحدي الوجودي الأكبر الذي يهدد البشرية، واستمرار الانحدار في تصاعد مستمر، أمام هذا الفشل العالمي.